يحتفل المسلمون في كل أنحاء الأرض بحلول المولد النبوي الشريف كل عام في الثاني عشر من ربيع الأول، ويتوافق هذا الموعد مع يوم التاسع من نوفمبر لعام 2019، ومع اهتمام المسلمون بمعرفة موعد المولد النبوي الشريف، تقام العديد من الاحتفالات من بداية شهر ربيع الاول في دو كثيرة منها تونس والمغرب والجزائر.
موعد المولد النبوي الشريف
لا تتوقف الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف عند مصر، ولكن في دول المغرب العربي طقوس خاصة ومظاهر مختلفة تنفرد بها عن سائر البلدان العربية، فهناك مظاهر تتشابه مع ما يوجد في معظم الدول العربية، ومظاهر أخرى مميزة للمغرب العربي، ومظاهر ثالثة تميز كل دولة في المغرب العربي عن الأخرى.
مظاهر الاحتفالات في تونس
فقد بدأ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مع بداية الدولة الفاطمية، لذلك تعد تونس هي الدولة الأولى في هذه الاحتفالات، حيث تأسست بها الدولة الفاطمية المهدية عام 912 ميلادية، وذلك قبل انتقال الفاطميين لمصر، واتخاذهم للقاهرة عاصمة لهم.
قبل يوم المولد النبوي تبدأ الاحتفالات الرسمية بتونس، وذلك في مسجد الزيتونة بالعاصمة، في حضور عدد من كبار المسئولين، ومسجد عقبة بن نافع بمدينة القيروان، في حضور رئيس الدولة وعدد من الوزراء والسفراء الأجانب، أما على الصعيد الشعبي، فتمتلئ الشوارع بالابتهالات والذكر، ويذهب الناس لزيارة الأضرحة، وأبرزها ضريح سيدي بالحسن الشاذلي بالعاصمة تونس، كما يجهزون الأطعمة الشعبية خصيصا في هذا اليوم المميز.
مظاهر الاحتفالات في المغرب
أما في المغرب، فقد بدأت احتفالات المغاربة بهذا اليوم منذ عهد الموحدين الذين حكموا المغرب في الفترة من 500 إلى 600 هجرية، وفي البداية كان الغرض من احتفالهم بهذا اليوم للتصدي لخطر المسيحين في بلاد الأندلس، حيث كانوا يحتفلون بمولد السيد المسيح، لذلك حرص الموحدون على الاحتفال الضخم بهذا اليوم، حتى لا يتأثر المسلمون باحتفالات المسيحيين.
وتبدأ احتفالات المغاربة من اليوم الأول لشهر ربيع الأول وحتى الثاني عشر من الشهر، الموافق لمولد النبي محمد، ومن أبرز هذه الاحتفالات، ليلة “الميلودية”، حيث تتجمع العائلات الصوفية وتبدأ حلقات الذكر والمدح والمواويل.
وعلى المستوى الشعبي، لا ينسى الآباء شراء الملابس الجديدة لأطفالهم، حيث يعتبرونه بمثابة عيد يلبس فيه الجديد، وتكون الحلوى المغربية من مميزات هذا اليوم، كما تصنع النساء الأكلة المميزة لهذا اليوم، وهي الكسكسي بالدجاج على الطريقة المغربية، وتنتهي الاحتفالات بإحياء مواسم الشيوخ وزيارة أضرحتهم، كما تفعل الفرق العيساوية.
مظاهر الاحتفالات في الجزائر
وفي النهاية، تأتي احتفالات الجزائر في هذا اليوم في جو عائلي، حيث تحرص العائلات على التجمع، في وجود الحلوى والمأكولات الشعبية التي أعدها النساء، وأبرزها “الشخشوخة” و”الرشتة” وأكلة “التريدة”، ولا تتخلى العأسرة عن عادة إشعال الشموع في جميع نواحي المنزل.
وعلى الجانب الآخر، تستقبل المساجد في الجزائر هذا اليوم بالخطب والمواعظ، والتي تبدأ أول شهر ربيع الأول وحتى المولد النبوي، ويعرفون مريدي المساجد بقصة مولد النبي محمد، مع إبراز بعض الشخصيات المؤثرة في حياته ومولده، ومنهم مرضعته حليمة السعدية.
وفي نهاية اليوم تتجمع العائلة للسمر وشرب الشاي وأكل الحلوى، وتبرز هذه الاحتفالات بشكل أوضح في مدينة مستغانم الجزائرية، وذلك لوجود أكبر تجمع للطرق الصوفية بها.
التعليقات